الحب الحقيقي
السبت، 17 مايو 2008
ليلة الزفاف.. حلم أم رعب؟
نحن لا ننكر دور الأم في إسداء النصيحة لابنتها بهذا الخصوص، وذلك بحسب خبرتها واهتمامها بابنتها ومحبتها لها وحرصها على سعادتها ونجاحها في حياتها الزوجية، ولكن ماذا لو كانت تجربة الأم في هذا الموضوع سلبية؟ أو كانت لا تحمل الوعي الكافي مقارنة بما تحمله أيامنا هذه من وعي وثقافة متقدمة؟ هل ستكون نصيحتها مفيدة أم مدمرة؟
تحتاج العروس إلى معلومات علمية من مصادر ثقة حيث أن هناك حقائق تتعلق بهذا الموضوع ويمكن أن يستفيد منها كل المقبلين على الزواج وأن يعرفوها لكي يتجنبوا الوقوع في مشاكل معينة قد تنعكس على علاقتهم مدى الحياة. فالعواطف وحدها لا تكفي لنجاح العلاقة الزوجية، بل أن التدرب على التعبير عن هذه العواطف هو ما يوجد لغة حب بين الزوجين، وخصوصا في بداية الطريق، حيث أن الحب يبدأ بلغة تعبيرية واضحة وصادقة غير مقلدة يمارسها الخطيبان في أحاديثهما، وذلك ما يمهد الطريق بين الزوجين لبداية العلاقة الجسدية الصحيحة وعدم الخوف من الطرف الآخر وذلك بالانفتاح عليه ومشاركته المشاعر الدفينة بدون خجل أو تردد.
لا ننكر أن الليلة الأولى في حياة أي زوجين هي ليلة غير عادية، وأن الخطوات الأولى لا بد أن تكون متعثرة بعض الشيء، ولكن تفهم هذه المرحلة هو ما يسهل الخطوات الأولى لكلا الطرفين، ويجب الحرص أن أي خطأ في حق الآخر سيحدث خلل في العلاقة قد تمتد لفترة من الزمن، لذا كلما سارت العلاقة بمسارها الصحيح كلما كانت حياتكما أكثر سعادة وزادت الألفة والقربة بينكما.
إن طبيعة الفتاة الشرقية تفرض عليها الخجل وعدم المبادرة في البدء بأية خطوة تجاه العلاقة الزوجية، وبذلك يكون الزوج هو المبادر في تحقيق النجاح في هذه الليلة، وجعلها ليلة حلم وليس رعب، وهذا يعتمد على شخصيته وأسلوبه في معاملته عروسه، وعلى الفتاة أن تلاحظ ذلك في فترة الخطوبة، ويمكن أن تلفت انتباهه لبعض التصرفات والممارسات التي لا توافقها حتى تكون البداية صحيحة، فان تحقيق الانسجام هو مسئولية الطرفين، ولك عزيزتي الفتاة المقبلة على الزواج دور كبير في الأمر وفي مصارحة زوج المستقبل بخجلك أو الطلب منه بعدم الاندفاع والتسرع في ممارسة العلاقة بشكل كامل منذ البداية، وقد تحتاجوا سويا إلى استشارة من بعض مرشدين الزواج إذا كان هناك وعي وحرص على إنجاح حياتكما الزوجية منذ البداية.
إن المشاعر المختلطة التي تصيب الفتاة في هذه الليلة تجعلها مرتبكة من الأمور الجديدة التي تختبرها سواء النفسية نتيجة خروجها من حضن أهلها ومن بيتها، إلى مشاعر بالفرح والترقب لحياة جديدة مع شخص تحبه، وبين خوف من مسئوليات تواجهها لأول مرة في حياتها ومحاولتها كسب ثقة عريسها وأهل زوجها، والزوج الناجح هو الذي يتفهم طبيعة هذه المرحلة الحرجة في حياة زوجته ويحترم وضعها، ولا يسلك سلوك الجهلاء في استعمال العنف والمعاملة المندفعة، لاعتقاده أن عليه واجب عليه إتمامه وتشبعه بالمعتقدات الخاطئة السائدة أن هذا الأمر هو مقياس لرجولته وقوة شخصيته. وهنا تأتي مسؤولية العائلة سواء الأم أو الأب بتوعية الشاب إلى عدم الاستماع إلى تلك القصص الزائفة عن ليلة الزفاف، وانتظار النتائج عن عذرية الفتاة بطريقة غير علمية أبدا، وكثيرا ما ظلمت الفتاة نتيجة عدم رؤية دماء في محاولة اللقاء الأول، وكان ذلك نتيجة طبيعة جسد الفتاة، حيث أن الغشاء الذي لديها من النوع المطاطي الذي يحتاج لفترة طويلة حتى يتم اختراقه، أو الاعتقاد بأن كمية الدماء يجب أن تكون كثيرة وواضحة، ولكنها عند البعض لا يمكن تمييز لونها لكونه فاتحة جدا وخصوصا إذا اختلطت بإفرازات أخرى، وهكذا أمور علمية على الزوج معرفتها قبل أن يقبل على هذه الخطوة حتى لا تكون ليلة الزفاف ليلة رعب وليس ليلة حلم وصفاء.
ومن بعض تلك المعتقدات الخاطئة المنتشرة أيضا أن على العريس أن يثبت رجولته في هذه الليلة ولا يجوز أن يترك الأمر لليوم التالي، وإذا فشل في ذلك فهذا دليل على أنه يعاني من ضعف جنسي. وهذه الحقيقة الخاطئة تناست أنه من الطبيعي أن يشعر العروسان بالتعب والإجهاد بعد حفل الزفاف، وأنه لا توجد قاعدة علمية تقول أنه لا بد من القيام بالاتصال الجنسي في تلك الليلة. والتفسير المنطقي يقول أن الجسم لا يمكن أن يقوم بأمور عادية في ظل الإرهاق والتعب والأعصاب المشدودة، فكيف يمكن القيام بهذا الأمر والمخاطرة بالنتائج العكسية في حين تحتاج العلاقة الزوجية إلى الراحة النفسية والاسترخاء. لذلك تستطيع العروس بكل رقة أن تصارح عريسها بعدم استعدادها الكامل وأن تؤكد له حبها ورغبتها فيه ولكن تأجيل الموضوع لوقت آخر ليكون اتصالهما حميما وناجحا، ولكن إذا أصر عريسك على ذلك فتذكري أن هذا حقه وأن عليك أن لا تلوميه وكوني حريصة على عدم إفشاله وجرح مشاعره.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق